مشروع عربي حر مقتوح المصدر

مؤسس مكتبة PHP واللغة العربية : خالد الشمعة

أما آن الأوان لنا أن نصبح عنصرا فاعلا في موكب تطوير البرمجياتالحرة المفتوحة المصدر؟ لِمَ لا؟ أليست لدينا عقول كالتي لديهم؟ ألا تتاح لنا الأدوات التييستخدمونها؟ هذا عدا كون رأس مال العنصر الفاعل في مثل هذه البيئة لا يتعدى وجود الفكرة الجيدة، والمبرمج الماهر الذي يستطيع ترجمة تلكالفكرة إلى برمجية عاملة؛ وبذا فإن رأس المال هذا لا يتعدى ثمن الوقت الذي يُنفق على بنيانها، والتجهيزات العتادية والبرمجية التيتستهلكها خلال تلك العملية، وهو بحق رأس مال صغير مقارنة بأي فرصة استثمارية أخرى.

إلى متى علينا البقاء عنصراً سلبياً منعزلاً عن ذلك التوجه العالمي لشريحة واسعة منالمبرمجين والمطورين؟ مع أن معظمنا يستخدم أو يستفيد من نتاج تلك الحركة بشكل أو بآخر. هل ضَعف إمكانات التواصل المتوفرة لبعضنا هو حجة مقبولة للتغاضي عن المساهمة في هذا التيار؟ لا أظن أن مثل هذا الافتراض يمت للصحة بصلة، فلا ضَعف المقدرة اللغوية يجب أن يكون مانعا يصعبتجاوزه، ولا حتى ضعف الاتصال بشبكة الإنترنت لدى البعض سيكون ذلك الحاجز القاهر، ولو أنه مثبط للعزيمة.

إن المساهمة الفاعلة في هذه الحركة العالمية، يمكنها أن تكون مجرد عملية إبداء رأي أوعرض اقتراح أو طرح فكرة تطوير، تقوم بإرسالها إلى مجتمع مطوري البرمجية الحرة المفتوحة المصدر التيتستخدمها، أو قد تكون مساهمتك الفاعلة على شكل مشاركة في اختبار وتقييم برمجية حرةمفتوحة المصدر، مع إرسال تقريربالأخطاء التي اكتشفتها مع توضيح لكيفية إعادة توليدها واقتراح أية أفكار لديك حولإمكان حلها.

كما يمكن لمساهمتك الفاعلة أن تأخذ مظهراً جديدا إن أنت بذلت مزيدا من الجهد، وقمت بتعريب برمجية حرة مفتوحة المصدر لميسبقك إلى تعريبها آخرون (وعددها بالآلاف)، سواء حدث ذلك بمجهود شخصي، أو نتيجة تنظيم التجمعات وفرق العمل. غالبا ما تكونعمليات التعريب هذه سهلة نسبيا، إذ إن معظم البرمجيات الحرة المفتوحة المصدر، غالبا ما تستخدم ملفات خارجية لحفظ كافةالرسائل والنصوص التي تستخدم في شتى أرجاء البرمجية. وكن عزيزي القارئ على ثقةتامة بأن مجتمع البرمجيات الحرة المفتوحة المصدر، هو مجتمع غير ناكر للجميل على وجه الإطلاق،فقد سبق لي على سبيل المثال تعريب مجموعة الرسائل الخاصة بمكتبة ADOdbللغة PHP (لا نتحدث هنا عنمكتبة ADO العتيدة التي طورتها شركة Microsoft)،وهي مهمة لم تستغرق بدءا من عقد النية حتى تمام التنفيذ أكثر من يوم واحد (كنتمحظوظا أن أكون الأسبق إلى تعريبها، فعدد الرسائل النصية الخاصة بها لم يتجاوزالثلاثين جملة)، لكن النتائج من جهة أخرى كانت باهرة، إذ يكفي أن تستخدم الكلماتالمفتاحية التالية: ADOdb – Arabic – Khaled عند تنفيذ عملية البحث بواسطة محرك Googleعلى شبكة الوب لترى كيف أن الأمر ينتشر كما تسري النار في الهشيم.

على كل حال، أنا على يقين بأننا نستطيع أن نخطو إلى الأمام خطوة إضافيةمتجاوزين حاجز تعريب برمجيات الآخرين وصولا إلى المساهمة الفعلية في كتابة الشفراتالبرمجية. قد يقول قائل إن هنالك فجوة زمنية ومَهارِيَّة تصعِّب علينا مسألة اللحاق بالركب. حسنا، قد يكونذلك صحيحا إلى حد ما، لكنني أقترح لتجاوز ذلك العائق وقلب قواعد اللعبة لمصلحتنا، أن ننطلق في البداية من فكرة خدمة لغتنا العربية، وذلك بتنفيذ جملة من البرمجيات والحلول المخصصة للتعاملمع لغتنا العربية، إذ سيكون لنا في هذا المضمار أفضلية نسبية على سوانا لأننا أعرف بلغتنا وأعلم بخفاياها، وهذا ما سيفتح أمامنا الباب واسعا على مصراعيهللإبداع والتميز، دونما رهبة أو تردد حول أهمية المشاركة التي نضيفها إلى مجتمع البرمجياتالحرة المفتوحة المصدر.

سنستعرض في هذه المقالة الخطوات الأولى لمشروع شخصي صغير يسير في هذاالاتجاه، آملين أن تكون هذهالتجربه سببا في شحذ الهمم وصقل الخبرات، في سبيل الولوج إلى عالم البرمجيات الحرة المفتوحة المصدر بما يخدم لغتناالعربية الجميلة.

يهدف مشروع PHPواللغة العربية، الذي أُطلق قبل قرابة العامين بمبادرة فردية، إلى تقديم مجموعة متكاملة من الأدواتوالمكتبات، التي تعالج نصوص اللغة العربية وتتعامل معهابخصائصها وخصوصياتها، مُتيحة للمبرمجين العرب وسيلة تمكنهم من بناء تطبيقات وب عربية أصيلة، تحت مظلة ترخيص البرمجيات الحرة المفتوحةالمصدر، وذلك عوضا عن استخدام ما هو متوفر من تقنيات ومكتبات صممت أصلا للتعامل معنصوص اللغة الإنجليزية، وما يستتبع هذا من قصور عند حشرها ولَيِّ عنقها للتعامل مع غيرها من لغات. يمكن الوصول إلى الصفحة الرئيسيةللمشروع على شبكة الإنترنت بالاستفادة من عنوان الرابط التالي: www.ar-php.com