إعلان: يُوجد عندي دروس تعليمية باللغة العربية حول لغة البرمجة PROLOG مدّتها 80 ساعة بصيغة فيديو MP4 مع بعض الكتب الإلكترونية المُختصّة, وأنا أعرضها للبيع على طريقة المزَاد, مع العلم أنّ هذه الدروس جمعتها من الأنترنت لِنفسي منذ سنوات, والمهتم يتواصل معي.

هـل يصبـح «لينوكـس» بديـلاً حقيقيـاً لـ«وينـدوز»؟

يؤدي نظام التشغيل الحر «لينوكس» مهام كبيرة مثل تشغيل الحواسيب الفائقة (سوبر كومبيوتر) وأجهزة الصراف الآلي وغيرها. لكن الآن قد يكون لدى «لينوكس» أخيرا الفرصة لسحق سيطرة شركة مايكروسوفت على أكثر مجالات الحوسبة وضوحا، وهي أجهزة الكومبيوتر المكتبي والشخصي، بسبب فورة جيل جديد مبتكر منها يتمثل في الأجهزة الرخيصة الثمن.
والحال أن التوقعات تشير دائما إلى أن لينوكس يقف على شفا التحول. فهو يحصل على درجات عالية في الأمان والاستقرار ويستخدم على نطاق واسع وراء الكواليس في خدمات الشركات ما يجعله المرشح الطبيعي لسرقة الكومبيوتر المكتبي من نظام التشغيل ويندوز المهيمن عليه. ومع ذلك فإن أجهزة الكومبيوتر التي تعمل بنظام لينوكس لا تزال تمثل اقل من 2 في المئة من السوق.
ولكن يبدو أن هذه المرة هناك فعلا أدلة على التغيير. ففي حين أن الاستفادة من مميزات الإصدار الأخير من نظام التشغيل «ويندوز»، أي «فيستا»، يتطلب شروطا من طراز خاص وعالية في جهاز الكومبيوتر، ما يمكن أن يرفع بسهولة سعر أي جهاز قادر على تشغيله، فإن واحدا من أكثر قطاعات الصناعة إثارة اليوم يتمثل في أجهزة الكومبيوتر الرخيصة الثمن.
فأجهزة الكومبيوتر الشخصي (لابتوب) تحت 400 دولار أصبحت حقيقة، وبعض أكثرها انتشارا وشهرة اليوم تستخدم لينوكس، مثل جهاز EeePC من Asus وكذلك جهاز «XO» المخصص لتلاميذ المدارس والذي يبلغ سعره حوالى 200 دولار وأطلقته مؤسسة «كومبيوتر شخصي لكل طفل» One Laptop Per Child Foundation?. كما أن لينوكس متاح أيضا على أجهزة netbooks الصغيرة التي تدفع بها شركة «إنتل».
ولا يتوقف الأمر فقط على كون لينوكس مجانيا بالنسبة لبائعي أجهزة الكمبيوتر الشخصي، لكنه أيضا هو أنسب من نظام التشغيل «فيستا» للأجهزة الرخيصة الثمن بسبب اعتماد هذه الأجهزة على تصميمات ومميزات غير معقدة لا يمكنها أن تعمل بنظام «فيستا». إذا كان نظام ويندوز «إكس. بي» متاحا على أجهزة الكمبيوتر غير المعقدة مثل جهاز Classmate من إنتل إلا أنه من غير الواضح ما الذي سيحدث بعد توقف مايكروسوفت قريبا عن بيع «إكس. بي» للعموم.
ويبدو أن موردي أجهزة الكومبيوتر أصبحوا يلاحظون تزايد الطلب على الأجهزة التي تعتمد أنظمة التشغيل الحرة ذات المصدر المفتوح، لا سيما في الأسواق النامية. فمن أكثر أجهزة الكومبيوتر مبيعا على موقع «أمازون» هي أجهزة مختلفة من «أسوس» تعمل بنظام التشغيل «لينوكس». كما أن أحد موزعي أجهزة الكمبيوتر في أوروبا الشرقية، على سبيل المثال، يقوم بتجميع برمجيات من «آي بي أم»و«ريد هات»، مورد لينوكس، من أجل التوصل إلى إنشاء جهاز كومبيوتر لتلك السوق خال من برامج مايكروسوفت.
أحد المشترين هو ألكسندر سباغنوت مدير شركة «روسهوتيل» في موسكو والتي كانت تحتاج إلى أجهزة كمبيوتر مكتبية جديدة لمشروع بناء فندق. يقول سباغنوت أن شركته وفرت من 30 إلى 35 في المئة من السعر باعتمادها على تلك الأجهزة بالمقارنة مع أجهزة مشابهة تستخدم ويندوز. وأضاف «أن أجهزة الكومبيوتر العاملة بنظام لينوكس متوفرة الآن ما يكفي لظهور أثر كرة الثلج، لا سيما مع توفر الدعم التقني والبرامج المحركة (التي تسمح بإدخال برنامج تطبيقي مسجل على اسطوانة أو قرص وتهيئته وإعداده للتشغيل) التي أصبح إيجادها أكثر سهولة من الماضي. وهذا حقا ما يخلق فرقا».
ويمكن للينوكس أن تستفيد من التغيير في مفهوم وجهة استعمال أجهزة الكمبيوتر. فمع ظهور شبكة الانترنت والتطبيقات المعتمدة عليه قلل ذلك من الحاجة إلى برامج محدودة بأجهزة الكومبيوتر المكتبي، وأصبح الكثير من العمل يتأتى الآن من خلال متصفحات شبكة الانترنت. وخف الاهتمام بنوعية نظام التشغيل من ورائه.
وهذا يعني أن مستخدمي لينوكس يمكنهم الحصول على الكثير من الفائدة من أجهزتهم حتى ولو كانوا ما زالوا حتى الآن يكبحون من قبل بعض النقاد الذين يذكرون بعيب لينوكس الأكبر: تفاوت سهولة استخدامه. فبعض الاضطرابات التي تصيب أجهزة تعمل بنظام لينوكس تحتاج إلى مستوى أعلى من المتوسط من الخبرة في الحوسبة، ومع ذلك فهذه مسألة لم تعد مهمة جدا كما كانت عليه في الماضي.
ولعل الأهم من ذلك، إذا كان نظام التشغيل يتراجع أكثر فأكثر إلى الخلفية، أنه سيكون لمصنعي أجهزة الكومبيوتر الشخصي حافز أكبر لتوفير المال من خلال تقديم لينوكس. فالثمن الذي تدفعه شركات التصنيع الكبيرة لمايكروسوفت من أجل وضع «ويندوز» على أجهزتها تتفاوت، وهي أيضا غير معلنة، إنما يعتقد أنها تتجاوز 50 دولارا لكل جهاز عموما.
يقول مارك شاتلوورث، الرئيس التنفيذي لشركة «كانونيكال» «أنا أؤمن بقوة بالقدرة الحتمية للاقتصادات فهي مثل الانهيار الجليدي». وتطلق شركته هذا الشهر نسخة جديدة من برنامج Ubuntu وهي نسخة رائدة من لينوكس يمكنها أن تشغل أجهزة الكومبيوتر الشخصي. ويضيف شاتلوورث «الانهيارات الجليدية تحفر تضاريس وإن كان الأمر يستغرق وقتا».
لا ينبغي أن يقلع لينوكس بجنون على الأجهزة المكتبية ليصبح ذا شأن. فمن بين 981 مليون كومبيوتر في جميع أنحاء العالم العام الماضي، كان 1.7 في المئة منها يعمل بنظام لينوكس بحسب إحصائيات شركة «غارتنر». قد يبدو الرقم تافها بالنسبة للبعض غير أن نظام التشغيل «ماكنتوش» من «آبل» يمثل فقط 2.5 في المئة من مجموع أجهزة الكومبيوتر العالمية ومع ذلك فهو يعتبر مهما ومؤثرا كبديل لويندوز.
يقول جيم زيملين رئيس «مؤسسة لينوكس» «إن كل نقطة من النقاط هي بمثابة مليارات من الدولارات لشركة مايكروسوفت». والمؤسسة هي بمثابة اتحاد عالمي مكرس لتطوير لينوكس. وستجتمع المؤسسة الأسبوع المقبل مع مجموعة من كبار مصنعي أجهزة الكمبيوتر في مدينة أوستن (تكساس) على أمل التسريع في جهود بيع أجهزة تعمل بنظام «لينوكس».
غير أن مصنعي الأجهزة ما زالوا يتعاملون بحذر مع الموضوع. فمثلا تبيع شركة «ديل» على موقعها أجهزة تعمل بنظام «أوبونتو» في قسم مستقل للأجهزة العاملة بأنظمة المصدر المفتوح، بعيدا عن أي مقارنة مباشرة مع أجهزة ويندوز. وتشير المتحدثة باسم «ديل» آن كامدين الى أن «ذلك يعكس حقيقة أن لينوكس لم تصبح حتى الآن الاتجاه السائد في الاستهلاك».
فلينوكس هو نواة مركزية لمجموعة من الأنظمة الأساسية التي يمكن للمطورين بناء طبقات مختلفة من البرمجيات عليها تبعا لحاجتهم واستخداماتهم المختلفة. ويكسب موفرو برامج المصادر المفتوحة هذه عن طريق فرض رسوم على الخدمات الإضافية كمثل الدعم التقني أو تحسينات الأمنية، وليس على البرنامج الأساسي الذي هو مجاني...
ويبدو أن أحد أهم مصادر قوة لينوكس هو الذي ما زال يعوقه جزئيا: طبيعته المتناثرة.