إعلان: يُوجد عندي دروس تعليمية باللغة العربية حول لغة البرمجة PROLOG مدّتها 80 ساعة بصيغة فيديو MP4 مع بعض الكتب الإلكترونية المُختصّة, وأنا أعرضها للبيع على طريقة المزَاد, مع العلم أنّ هذه الدروس جمعتها من الأنترنت لِنفسي منذ سنوات, والمهتم يتواصل معي.

الحاسوب ـ كتاب للناشئة



تعلم البشر ترويض الكائنات كافة لخدمتهم. وبالترافق مع ذلك أصبحنا قادرين على الوصول إلى أماكن أكثر بسرعة أكبر. ومع تقدم العلم ظهرت وسائل أفضل وأسرع للنقل، مثل القطارات والسيارات والطائرات، لكن الأمر لم يكن بتلك السهولة بالنسبة للحوسبة. لقد حاول البشر منذ قديم الزمان بناء آلة قادرة على القيام بالعمليات التي تم وصفها بأنها عقلية أكثر منها فيزيائية، ولم يحقّقوا أي نجاح يمكن الاستفادة منه في الحياة اليومية لفترة طويلة من الزمن. ولكن، مع حلول القرن العشرين بدأت الحواسيب بالظهور بشكل غيّر وجه الحساب نفسه، كما غيرت الطائرات وجه التنقل، فكانت الحواسيب محوراً أساسياً في انتقال البشرية إلى وضعها الحالي.

ولكن، إلى أن يظهر حاسوب أذكى من الإنسان (إذا ما ظهر)، فيجب التأكيد على وجوب النظر إلى الحواسيب لا كغايات بحد ذاتها، وإنما كوسائل، مثل الدراجات. ويجب أن نتعلم استخدام الحواسيب لنقوم بمهامنا الرياضية بسرعة ودقة، لنكسب الوقت ونغتنِمَهُ في القيام بأعمال أكثر إبداعاً، أعمالٍ لا تقدر الحواسيب وحدها على القيام بها. هذا النوع من الأعمال هو أحد ميزاتنا الفريدة نحن البشر، وهو الذي يصبح شيئاً فشيئاً مقياساً لأهمية المنتجات والصناعات والأمم بحد ذاتها.مع تطور الفكر الإنساني، ومع تنافس البشر على كثير من الموارد، من السهل أن نتخيل الأفضليّة التي يملكها الأسرع، سواء في حرب أو تجارة...الخ. إن هذه الفكرة، على بساطتها، تبرر تفوق الدول التي دخلت ثورة المعلومات والثورة الصناعيّة قبلِ غيرها. فبوجود الآلات بدأ الإنسان بالصناعة على مستوى واسع، فأدَّتْ دوراً كبيراً في توفير عديد من المنتجات للبشرِ كافة. لم تصنع الآلات لدراستها وإنما لتسريع عملية الإنتاج والتقليل من تكاليفها. إن علماء الحوسبة الأوائل لم يخترعوا الحواسيب ليدرسوها وإنما لتسهل عليهم حلَّ معضلات واجهوها في مجالات أخرى. نظرياً، من الممكن لأي آلة حسابية مهما ضعفت أن تقوم بالمهامِّ نفسها التي تقوم بها أقوى الآلات الحسابية. والفرق الوحيد الذي جعل البشر يستثمرون كثيراً من الوقت والمال في علم الحوسبة هو الزمن، أي السرعة. إن الزمن الذي يحتاجه حاسوب قوي ما للقيام بمجموعة من الخطوات المتكررة والطويلة أقل بكثير من الزمن الذي يستهلكه حاسوب أضعف.
في كانون الثاني من عام 2010 قام عالم حوسبة بحساب الرقم π إلى أكثر من /2.7/ تريليون (التريليون 1 وبجانبه اثنا عشر صفراً) مرتبة عشرية، محطماً بذلك الرقم السابق الذي وصل إلى حوالي /2.6/تريليون مرتبة. علماً أن العدد π هو من الأعداد التي لها أرقام لانهائية بعد الفاصلة. إذاً فنحن نبني الآلات لننجز الأعمال المضنية فكرياً، ولنسرّع حصولنا على النتائج بدقة أعلى. ولكن التحديات في هذا العلم لا تقتصر على الجانب الفيزيائي. فوجود حاسوب ذي صفات فيزيائية أفضل (كمعالج أسرع وذاكرة أكبر) لا يعني بالضرورة سرعةً أكبر في حل المسائل التي تعرض عليه، بل إن هناك عدداً من العوامل الأخرى التي تدخل في هذا المزيج..

الإبتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng