حرب الشبكة العنكبوتية أقسى من الحروب العسكرية .. لكنها لا تقتل الأبرياء

اثيرت العديد من الاسئلة حول كيف استطاعت صواريخ حزب الله اصابة المواقع الاسرائيلية بدقة؟ الجواب وبحسب تحليلات IT ربما يكون في برنامج جوجل ايرث الذي Google Earth يثير المشاكل في كل دول العالم لان البرنامج يكشف اسرارا عديدة تبذل كل الدول جهودا جبارة لاخفائها فهو يكشف كل ما خفي.. ومن الطبيعي بعد كل هذا ان توجه إلى البرنامج كل هذه الاتهامات.
وتوفر الخدمة التي تسمى (Google Earth) التي اطلقت في العام الماضي للمستخدمين حرية الوصول إلى صور مأخوذة بالاقمار الصناعية ومتطابقة جزئيا للواقع.ورغم ان المناطق ليست مفصلة جميعا، إلا ان بعض الصور واضحة جدا كما ان البعض يظهر مناطق حساسة في دول عدة.
وكانت شركة جوجل قد اطلقت خدمة (Google Earth) بالتعاون مع شركة Keyhole التي اشترتها الاولى منذ ثلاثة اعوام وهي شركة متخصصة في الانظمة الجغرافية بالاعتماد على صور الاقمار الصناعية والطائرات وتتيح شركة جوجل هذه الخدمة مجانا بل وتحميل البرنامج الذي يتعامل معها بدون أي رسوم عبر موقع http://erth.google.com كما تقدم الخدمة للمستخدم صورا تم التقاطها بالاقمار الصناعية لجميع المناطق في العالم ومنها بالطبع المناطق العسكرية التي قد لا يراها اهل الدولة انفسهم. ويثير هذا الامر خوفا مماثلا في دول كثيرة بتمكينه استعراض بعض المطارات الحربية، عن طريق صور واضحة بدرجة كبيرة، وتمكين رؤيتها من ارتفاع جيد للغاية يتيح مشاهدة الطائرات الحربية وهي مرابطة على ارض المطار.
وقد تم التقاط هذه الصور على مدار الثلاثة الاعوام الماضية، ولم تحصل الشركة على موافقة كتابية من جميع الدول كي تعرض هذه الصور ذات الخصوصية الشديدة على المشاع، فالصور المتاحة لكل الشعوب لا تعد خريطة بالمعنى الواسع لدي البعض بل هي شكل تفصيلي لكل منطقة بتقسيماتها بشوارعها وربما بالسيارات التي تقف فيها.
وبهذه الخرائط وضع محرك جوجل نهاية لعبارة ممنوع الاقتراب أو التصوير جاعلا الاقمار الصناعية تخترق ما هو محظور، ليصبح معروضا على المشاع على الانترنت للمستخدم العادي وليس فقط للجهة التي اطلقت القمر الصناعي.
واتاحت خدمة Google Earth صور جميع دول ومطارات وملاعب وسينمات العالم بل وحواريه بكل تفاصيلها بمن يقف فيها، وهي الخدمة التي احدثت هزة في العالم نتيجة خصوصية دول وربما خدمة الارهابيين لمراقبة العالم عبر الانترنت.
من هنا والذي يتابع هذا البرنامج يظهر بدقة كبيرة المستوطنات التي تم قصفها من قبل حزب الله بالاضافة الى مدن مثل حيفا وصولا الى تل ابيب ويمنح البرنامج صورا للاماكن المستهدفة بدقة عالية جدا.
وقبل مايقارب العام حذر عدد من الخبراء العسكريين من خطر برنامج «جوجل ايرث» عندما يشيرون الى أن هناك خطرا من استخدام الإرهابيين لصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى قادرة على إصابة أهداف محددة في أي منطقة من خلال تحديد هذه الاهداف من خلال برنامج جوجل ايرث .
ومن هنا ربما يثير ذلك تساؤلا هل استفاد حزب الله من هذه الصور لتحديد مسار صواريخه والاهداف التي يريد ضربها.
حرب شرسة
بعد اشتعال المواجهة بين حزب الله واسرائيل على الارض وتراشق الصواريخ والقصف شهد الانترنت حرب قصف متواصل بين الطرفين.
انتقلت المواجهات بين اسرائيل و(حزب الله) الى جبهة الانترنت لتتحول الى حرب اعصاب وتدمير لا هوادة فيها بهدف احداث اكبر قدر من الخسائر الافتراضية بين الطرفين والمستهدف الاكبر مواقع الكترونية تابعة او مساندة او متعاطفة .
وبدأت هذه الحرب مع خطف الجنديين الاسرائيليين من قبل حزب الله ومع الهجوم الذي شنته اسرائيل وادى ارسال ملايين الرسائل الالكترونية الى شل موقع حزب الله على الانترنت.
وصرح عدد من المسؤولين عن الموقع ( لقد كنا معتادين على مثل هذا النوع من الهجمات على الانترنت عندما كان الحزب ينفذ عمليات تحقق اهدافها او عمليات واسعة النطاق. الا ان الامر لم يكن بهذا العنف من قبل).
وكما تعرض موقع تلفزيون المنار التابع للحزب الى ايقاف مؤقت عن البث تعرض كذلك موقع التلفزيون الالكتروني ولكنه عاد للعمل ولكن مع وجود خلل كبير في اداء الموقع .
وتقوم الهجمات اما على اغراق الموقع المستهدف بالرسائل الطويلة، وبعضها يحمل فيروسات او التسبب بازدحام الملقمات.
وفي المقابل فإن المواقع المستهدفة من قبل حزب الله وحلفائه مواقع الكنيست الاسرائيلية ووزارة الخارجية ومكتب رئيس الوزراء والاحزب الاسرائيلية، والمصرف المركزي والجيش وبعض هذه المواقع تعرضت لايقاف مؤقت عن العمل ثم عاودت الصدور واضطر جيش الاحتلال الاسرائيلي الى اللجوء الى خدمات شركة اميركية متخصصة من اجل تعزيز حماية مواقعه.
حشد الجهود
« الهدف إسقاط الموقع العربي لصحيفة يديعوت أحرونوت . يجب أن يكون الهجوم على الهدف بشكل مركز وسريع.. خطة الهجوم أ استخدام الأوامر المرجعية المربكة لخوادم الموقع المراد مهاجمته.. المكلفون بالمهمة 50 قرصانا إلكترونيا على الأقل.. بداية سيتسلل القراصنة لساحة القتال، ثم سيبدأ كل منهم في أخذ وضع الاستعداد وفتح قواعد إطلاق الصواريخ الموجهة»
هذه احدى الرسائل التي يتم تداولها في غرف الحوار من خلال البريد الالكتروني لحشد اكبر عدد من القراصنة العرب لمواجهة الهجمات الاسرائيلية على المواقع العربية وحزب الله وحماس على الانترنت وتحتوي على خطة الهجوم وطريقته .
وجدير بالذكر أن هذه المواجهة امتدت لتشمل مجموعات من قراصنة الكمبيوتر من مختلف جنسيات العالم يشتركون في حملات قرصنة أو اختراق ضد المواقع الإسرائيلية والأمريكية، مخلفين وراءهم رسالة واضحة أن هذا يأتي ردا على البربرية الإسرائيلية ممثلة في آلة الحرب . ومن أبرز هذه المجموعات مجموعة تسمى WFD، وقد شنت هجمات ناجحة على موقع الجامعة العبرية بالقدس وموقع السفارة الإسرائيلية في نيوزيلندا، وموقع يسمى ADL مناصر لاسرائيل، وموقع وحدة (رفائيل) التابعة للجيش الإسرائيلي، ولم يكن هجوم مجموعة WFD على المواقع الإسرائيلية مجرد نصوص بسيطة، بل كان فيضا من الملفات محملة بأفلام.
وقد شمل الهجوم تعديلا في محتويات بعض المواقع دون المساس بشكل أو تصميم الموقع مثلما حدث مع موقع "مساعدة إسرائيل ، وهو موقع خدمي يقوم بجمع آلاف الدولارات يوميا على هيئة مساعدات من معدات وسترات واقية للرصاص، وقد قام المهاجمون بتغيير محتوى الموقع باستبدال بعض العبارات التي تسيء للعرب فاستبدلوا بـ الإرهابيون العرب الضحايا العرب ، وبـ المستوطنون الأبرياء "المستوطنون المعتدون ، وعادة ما تخلف مجموعة WFD وراءها رسالة اعتذار واضحة عن اختراق الموقع فحواها أرجوكم ساعدونا لإيقاف نزيف الدم .
وتظم جبهتي المواجهة على الانترنت طرفين لا يقلان قوة عن بعضهما في الطرف الاول يضم العرب وحلفاءهم تحديدا الباكستان وتركيا وشرق اسيا والعرب الموجودين في بريطانيا واميركا ويقود هذه الحملة من الطرف العربي الاردن والسعودية والكويت ومصر والمغرب العربي ولكن يلاحظ هنا تميز الهجمات الباكستانية بالقوة والتركيز والكثافة .
في الجانب الآخر يحتشد القراصنة من اسرائيل وبريطانيا واميركا وكندا ولاينسى القراصنة العرب التهديد الشهير الذي اطلقه زعيم القراصنة في العالم كيفن ميتنك حين هدد القراصنة العرب بمجزرة على الانترنت اذا تعرضوا للمواقع الاميركية او الاسرائيلية .
ويؤكد الشباب المنخرطون في الهجمات الالكترونية على المواقع الاسرائيلية أنه يمكن لأي شخص عادي المشاركة في الهجوم على أي موقع إسرائيلي عن طريق استخدام الأوامر المرجعية المربكةPing ، وهو تكتيك يعتمد على أمر يوجد بنظامي اللينوكس Linux وكذلك الدوس Dos، وهذا الأمر يسمح لك بإرسال رسالة إلى مستضيف الموقع الذي تتصل به فيرد عليك برسالة تحوي عنوان IP للموقع، ويمنح مستضيف أو خادم الموقع الأولوية في الرد لأي أمر مرسل من هذه النوعية قبل أي أمر آخر موجه له من أي موقع في العالم.
ويشير المشاركون إلى أن حرف t الموجود في نهاية رسالة الأمر هو ما يسمى بالمعيار التكراري، وهو يعمل على تكرار هذا الأمر إلى ما لا نهاية (ما لانهاية في أنظمة الكمبيوتر= 65535 مرة)، ويمكن فتح عدد لا محدود من نوافذ الـ Dos عبر الويندوز، وكتابة نفس الأمر؛ فهو لا يشغل أي مساحة من الذاكرة، وهذا التكتيك يعد من أبسط تكتيكات هجوم حجب الخدمة.

المصدر : هنا

• Twitter
• Facebook
• Google
• Tumblr
• Pinterest